Ihsan al-A'amal

إحسان الأعمال: صون كرامة الإنسان في العمل الخيري الإسلامي

تلعب الأعمال الخيرية الإسلامية، المتجذرة في مبادئ الرحمة والعدالة الاجتماعية، دورًا حيويًا في دعم المحتاجين. كجمعية خيرية إسلامية، نسعى في جمعيتنا الخيرية الإسلامية إلى تجسيد أعلى المعايير الأخلاقية في عملنا. محور هذا الالتزام هو إحسان الأعمال (التميز في الأعمال)، مما يضمن أن أعمالنا الخيرية تتم بأقصى قدر من الاحترام والرعاية للكرامة الإنسانية.(أهمية الإحسان في الإسلام)

تحدد هذه السياسة مبادئنا الأساسية في الحفاظ على الكرامة الإنسانية:

  1. الحفاظ على كرامة الإنسان وشخصيته
  2. التمييز غير الديني
  3. مبدأ لا ضرر ولا ضرار
  4. مركزية المستفيد
  5. احترام الخصوصية

الحفاظ على كرامة الإنسان وشخصيته

إن مفهوم الكرامة الإنسانية له قيمة كبيرة في الإسلام. يقول القرآن: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (القرآن 70:17). تؤكد هذه الآية على القيمة والاحترام المتأصلين لكل إنسان.

وفي عملنا الخيري، نترجم هذا المبدأ إلى عمل من خلال:

  • التعامل مع جميع المستفيدين بلطف واحترام: ويشمل ذلك الاستماع الفعال والتواصل الواضح ومخاطبتهم بأسمائهم المفضلة.
  • تمكين المستفيدين: نهدف إلى دعم الأفراد والأسر نحو الاكتفاء الذاتي كلما أمكن ذلك.
  • تجنب السلوك المتعالي: نحن ندرك التحديات التي يواجهها المستفيدون، ونتعامل معهم بالتعاطف والتفاهم.
  • الحفاظ على السرية: يتم الاحتفاظ بجميع المعلومات الشخصية بسرية تامة، إلا في الحالات التي يكون الكشف عنها مطلوبًا قانونيًا.

التمييز غير الديني

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (القرآن 49:13). تقدم مؤسستنا الخيرية خدماتها للمحتاجين، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. ونحن نعتقد أن الإيمان لا ينبغي أن يكون عائقا أمام تلقي المساعدة. ينصب تركيزنا على الإنسانية المشتركة لجميع المحتاجين.

مبدأ لا ضرر ولا ضرار

واتباعا للسنة النبوية، فإننا نتمسك بمبدأ “لا ضرر ولا ضرار”. وهذا يعني أننا نتجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم وضع المستفيد. هذا يتضمن:

  • تجنب خلق التبعية: نحن نقدم الدعم بطريقة تمكن الأفراد والأسر من التحرك نحو الاكتفاء الذاتي.
  • احترام الحساسيات الثقافية: نحن ندرك المعايير والممارسات الثقافية عند تقديم المساعدة.
  • تجنب إثارة الفقر: نحن نصور التحديات التي يواجهها المستفيدون باحترام وكرامة.

مركزية المستفيد

يتركز عملنا الخيري على احتياجات المستفيدين ورفاهيتهم. نحن نعطي الأولوية لأصواتهم ووجهات نظرهم من خلال:

  • إجراء تقييمات لاحتياجات المستفيدين: يتيح لنا ذلك تصميم برامجنا وخدماتنا لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.
  • إشراك المستفيدين في عمليات صنع القرار: عندما يكون ذلك ممكنًا، نقوم بإشراك المستفيدين في القرارات التي تؤثر على حياتهم.
  • توفير آليات التغذية الراجعة: نحن نشجع المستفيدين على تقديم الملاحظات حول خدماتنا، مما يسمح لنا بالتحسين المستمر.

احترام الخصوصية

احترام خصوصية المستفيدين لدينا أمر بالغ الأهمية. نحن نتخذ التدابير التالية:

  • الحصول على موافقة مستنيرة: نحصل على موافقة واضحة ومستنيرة من المستفيدين قبل جمع معلوماتهم الشخصية أو استخدامها.
  • تقليل جمع البيانات: نحن نجمع فقط البيانات اللازمة لتقديم خدماتنا بشكل فعال.
  • الحد من الصور ومقاطع الفيديو: نتجنب التقاط الصور أو مقاطع الفيديو للمستفيدين في المواقف الضعيفة. عند استخدام الصور، يتم استخدامها بموافقة ولا تظهر الوجوه بوضوح.

ومن خلال التمسك بهذه المبادئ، فإننا في جمعيتنا الخيرية الإسلامية نسعى جاهدين لضمان أن ينعكس إحسان الأعمال في جميع مساعينا الخيرية. نحن نؤمن بأن معاملة المحتاجين بكرامة واحترام ليست مجرد ضرورة أخلاقية ولكنها ضرورية أيضًا لبناء عالم أكثر عدلاً ورحمة.

اعتبارات إضافية

  • الشفافية والمساءلة: نحن ملتزمون بالشفافية في عملياتنا ونتحمل المسؤولية أمام الجهات المانحة والمستفيدين. ننشر بانتظام تقارير عن أنشطتنا وبياناتنا المالية.
  • التحسين المستمر: نقوم بانتظام بمراجعة وتحديث سياساتنا وممارساتنا للتأكد من أنها تظل متوافقة مع أفضل الممارسات والمبادئ الإسلامية.
  • التدريب وبناء القدرات: نحن نستثمر في تدريب موظفينا والمتطوعين لدينا على أهمية الحفاظ على الكرامة الإنسانية في جميع التفاعلات مع المستفيدين.

وباتباع هذه الإرشادات، يمكننا التأكد من أن عملنا الخيري الإسلامي يلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية ويجسد حقًا روح إحسان الأعمال.