عقلية الوفرة مقابل عقلية الندرة في الإسلام

العدالة الإجتماعية, دین, عبادة / عبادات
Scarcity To Abundance Mindset Islamic Donate Charity

كيف يمكن لعقلية الوفرة أن تبني عالمًا أكثر أمانًا وثقةً — المنظور الإسلامي للصدق والإخلاص

تخيل عالمًا تتدفق فيه الثقة كالمياه، ولا يندر فيه الصدق، ويوجه الإخلاص كل عمل. هذه ليست مجرد رؤية مثالية — بل هي خارطة طريق عملية متجذرة في التعاليم الإسلامية ومعززة بعلم النفس الحديث. في مؤسسة التبرعات الخيرية الإسلامية (Islamic Donate Charity)، نؤمن ببناء هذا العالم من خلال أبسط المفاهيم وأكثرها قوة: عقلية الوفرة.

عندما تبدأ في رؤية العالم ليس من خلال عدسة الخوف والندرة، بل من خلال الأمل والإيمان والوفرة، يبدأ كل شيء بالتغير — في دواخلنا، وبيننا، ومن حولنا. هذه العقلية ليست مجرد تحفيزية — بل هي تحويلية.

ما الفرق بين عقلية الندرة وعقلية الوفرة؟

في علم النفس، عقلية الندرة هي الاعتقاد بأنه لا يوجد ما يكفي أبدًا — لا وقت كافٍ، ولا مال كافٍ، ولا حب كافٍ، ولا طعام كافٍ، ولا فرص كافية. هذا الاعتقاد يغذي الخوف والأنانية وعدم الثقة وحتى الحسد. على الجانب الآخر، عقلية الوفرة هي الاعتقاد بأن هناك ما يكفي للجميع. وهي تشجع الكرم والثقة والتعاون والتفكير طويل الأمد.

كما ترى، عندما تعتقد أن الموارد محدودة، فإنك تتنافس. وعندما تعتقد أن النعم لا حصر لها، فإنك تتعاون. هذا هو المكان الذي يتحدث فيه ديننا بصوت أعلى من أي كتاب في علم النفس.

يقول الله ﷻ لنا في القرآن الكريم:

“وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”

(سورة سبأ، 34:39)

هذا هو أساس عقلية الوفرة. عندما تؤمن بأن الله هو الرزاق — المزوّد — فإنك تتوقف عن التخزين وتبدأ في العطاء. تتوقف عن الخوف وتبدأ في الثقة. هذا التحول الداخلي يعيد تشكيل عالمك الخارجي.

الثقة مبنية على الحقيقة — والحقيقة تبدأ بك

المسار من الوفرة إلى الأمان يبدأ بالثقة. لكن الثقة لا تظهر سحريًا — إنها مبنية على شيء واحد: الحقيقة. والحقيقة مستحيلة بدون الصدق والإخلاص.

في مؤسسة التبرعات الخيرية الإسلامية (Islamic Donate Charity)، نذكّر أنفسنا وفرقنا باستمرار: لا تعد أبدًا بوعد لا يمكنك الوفاء به. لماذا؟ لأن الوعد المكسور ليس مجرد خطأ — إنه خيانة لشخص يعاني بالفعل.

تخيل لاجئًا فر من الحرب، متشبثًا بالأمل لا أكثر. يصل إلى مخيم، ويسمع وعدًا — “سنجلب الطعام غدًا” — ويتعلق بتلك الجملة كطوق نجاة. تخيل الآن أن الطعام لم يصل أبدًا. الخيانة لا تؤثر على معدته فقط. إنها تجرح روحه.

يقول الله ﷻ في القرآن الكريم:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”

(سورة الصف، 61:2-3)

هذه الآية تخترق عمق النفاق. عندما نقول شيئًا ولا نعمل به، فإننا ندمر الثقة. وعندما تموت الثقة، تتفكك المجتمعات. مجتمع بلا ثقة هو مجتمع بلا سلام.

الإخلاص في الإسلام: جوهر المسألة

إذًا، كيف نجعل الثقة مستدامة؟ من خلال الإخلاص — إخلاص.

الإخلاص في الإسلام يعني فعل كل عمل لرضا الله وحده. يعني أنك لا تطعم الفقراء للشهرة. لا تخدم اللاجئين للثناء. لا تتكلم بلطف لمجرد السمعة. تفعل ذلك لأنه صواب. لأنه أمر. لأن الله يرى كل شيء. وبناءً عليه، تم التأكيد على الإخلاص دائمًا في جميع جوانب أنشطتنا وهو أحد القيم الأساسية للجمعية الخيرية: يمكنك قراءة قيم الجمعية الخيرية هنا.

النفاق، هو نقيضه الخطير. إنه التظاهر، والتصنع، والمبالغة. ولكن من الذي نخدعه حقًا؟

يعلم الله خفايا القلوب. يعلم من يعطي بحب ومن يعطي من أجل الإعجابات. ومع ذلك، يأمرنا بألا نكون منافقين. لماذا؟

لأن أفعالنا ليست مجرد بيننا وبينه — بل تؤثر على الأمة.

عندما نعمل بإخلاص، فإننا نلهم الثقة. عندما نتحدث بصدق، فإننا نبني الثقة بالنفس. عندما نتبع بنزاهة، فإننا نخلق بيئة آمنة — بيئة ينام فيها اليتيم بسلام، وتشعر فيها الأرملة بأنها مرئية، ويتجرأ فيها الطفل النازح على الحلم مرة أخرى.

كيف يعمل تأثير الدومينو: من الصدق إلى مجتمع أكثر أمانًا

دعونا نربط النقاط:

  1. تقودك عقلية الوفرة إلى الاعتقاد بوجود ما يكفي — ما يكفي من المساعدة، والحب، والطعام، والموارد.
  2. وهذا يشجع الكرم، والتعاون، والانفتاح.
  3. هذا الانفتاح يبني الثقة — لأنك لا تخزن أو تخفي.
  4. تستمر الثقة فقط من خلال الصدق — قول ما تقصده وفعل ما تقوله.
  5. يحتاج الصدق إلى الإخلاص — فعل الخير لوجه الله، وليس للمظاهر.
  6. يعزز الإخلاص العلاقات ويدعم المساءلة.
  7. تحمي المساءلة المحتاجين، ومن لا صوت لهم، والمستضعفين.
  8. وعندما تتم حماية المستضعفين، يصبح المجتمع أكثر أمانًا — عاطفيًا واقتصاديًا وروحيًا.

هذا هو تأثير الدومينو للحقيقة. وكل ذلك يبدأ بك.

خواطر أخيرة: لنكن أمة الأفعال المخلصة

نحن لسنا هنا للتنافس. نحن هنا لنكمل بعضنا البعض — كمسلمين، كمؤمنين، كعباد لله ﷻ. قال النبي محمد ﷺ:

“المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.”

دعونا لا نسمح لأضعف اللبنات في مجتمعنا — المحتاجين، الجائعين، المكسورين — بالسقوط عبر شقوق خلقناها بعدم الأمانة أو الإهمال. بدلًا من ذلك، دعونا نعزز بعضنا البعض بالإيمان، والحقيقة، والوفرة.

في كل مرة تتبرع بصدق… في كل مرة تخدم بإخلاص… في كل مرة تعد بوعد وتفي به — فأنت لا تساعد شخصًا واحدًا فقط. أنت تساعد العالم على الشفاء.

فلنبدأ بالخطوة الأولى:

كن صادقًا. دائمًا.

من جميعنا في مؤسسة التبرعات الخيرية الإسلامية (Islamic Donate Charity) — نسعى جاهدين لنكون مخلصين، صادقين، وموجودين. لله. لكم. للأمة.

رمضان المبارك 1446

احسب ودفع زكاتك، فديتك، زكاة الفطر، وكفارتك. تبرع للإفطار ودفع تبرعاتك مباشرة من محفظتك أو بورصة العملات.

نشر الخبر، مساعدة أكبر

اشترك في قناتنا على YouTube وشاهد مقاطع الفيديو لدينا لإحداث فرق حقيقي في حياة المحتاجين. يمكن أن يكون دعمك هو العون الذي ينتظره شخص ما.