الفدية مصطلح يعني التعويض أو الفدية باللغة العربية. وهي صدقة يدفعها المسلم إذا فاته أو أفطر في رمضان دون سبب وجيه. الفدية هي وسيلة لتعويض الصيام المفقود والوفاء بواجب الصيام الديني.
صيام رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي العبادات الأساسية التي يجب على كل مسلم القيام بها. الصيام في رمضان يعني الامتناع عن الطعام والشراب والنشاط الجنسي من الفجر إلى غروب الشمس لمدة 29 أو 30 يومًا. لصيام رمضان فوائد عديدة، منها:
- تقوية الإيمان والإخلاص لله سبحانه وتعالى
- تطوير ضبط النفس والانضباط
- تطهير الجسد والروح
- تجربة الجوع والعطش والتعاطف مع الفقراء والمحتاجين
- طلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى
- زيادة الحسنات والأجر
ومع ذلك، لا يستطيع الجميع صيام شهر رمضان لأسباب مختلفة، مثل:
- المرض أو الإصابة التي تمنع الصيام أو تجعل الصيام مضراً
- الشيخوخة أو الضعف الذي يجعل الصيام صعباً أو مستحيلاً
- الحمل أو الرضاعة التي تتطلب تغذية النفس والطفل
- السفر أو العمل في ظروف تجعل الصيام غير عملي أو لا يطاق
- دم الحيض أو النفاس الذي يبيح الصيام
وفي هذه الأحوال رخص الله سبحانه وتعالى بعض البدائل عن الصيام، مثل:
- قضاء ما فاتك من صيام فيما بعد عند القدرة على ذلك
- دفع الفدية عن كل صيام أفطره إذا لم يتمكن من القضاء
- دفع الكفارة عن كل صيام إذا أفطر عمداً دون عذر
وسنركز في هذا المقال على الفدية، وهي تعويض الصيام الذي أفطره والذي لا يمكن قضاؤه فيما بعد. سنشرح ما هي الفدية، وسبب أهميتها، ومقدارها، وكيفية دفعها، ومن يمكنه الحصول عليها.
ما هي الفدية؟
الفدية هي شكل من أشكال الصدقة التي يدفعها المسلم لإطعام مسكين عن كل يوم صيام يفوته ولا يستطيع قضاؤه فيما بعد. والفدية خيار لمن لا يستطيع الصيام بسبب المرض أو الشيخوخة أو الحمل أو الرضاعة أو أي سبب آخر يمنعه من القضاء فيما بعد. ورد ذكر الفدية في القرآن على النحو التالي:
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. (القرآن 2:184)
الفدية ليست فقط وسيلة للتعويض عن الصيام الفائت، ولكنها أيضًا وسيلة للتعبير عن الامتنان لله سبحانه وتعالى على بركاته ورحمته، وطلب عفوه وقبوله.
لماذا الفدية مهمة؟
الفدية مهمة لأنها تساعد الشخص على أداء واجبه الديني المتمثل في صيام رمضان، حتى لو لم يتمكن من الصيام جسديًا. كما تساعد الفدية الشخص على مشاركة ثروته وكرمه مع الفقراء والمحتاجين، الذين هم أحق بذلك. تساعد الفدية أيضًا الشخص على كسب الأجر والبركات من الله سبحانه وتعالى الذي يحب المتصدقين.
كم هي الفدية؟
يختلف مقدار الفدية حسب تكلفة المعيشة المحلية ومتوسط سعر الوجبة. ومع ذلك، عادة ما يكون السعر حوالي 5 دولارات لكل صيام مفقود في أوروبا والولايات المتحدة. وينبغي أن يوفر هذا المبلغ لشخص واحد وجبتين أو شخصين بوجبة واحدة. أما من فاتته جميع صيام رمضان فعليه دفع 150 دولارًا.
كيفية دفع الفدية؟
يمكن دفع الفدية على شكل طعام أو مال، حسب الوضع وتوافر الموارد. يمكن دفع الفدية قبل شهر رمضان أو خلاله، ولكن يفضل قبل عيد الفطر، الذي يصادف نهاية شهر رمضان. يمكن دفع الفدية عبر الإنترنت من خلال مواقع خيرية إسلامية مختلفة أو خارج الإنترنت من خلال المساجد المحلية أو المنظمات الإسلامية. يمكنك أيضًا إجراء الدفع هنا.
من يمكنه الحصول على الفدية؟
والفدية للفقراء والمساكين فقط وليس للجميع. يعتبر العلماء أن الفدية مثل الزكاة، وهي شكل آخر من أشكال الصدقات الواجبة التي يدفعها كل مسلم سنويًا. ولذلك فإن من يستحق الفدية يعتبر من مستحقي الزكاة. وتشمل هذه:
- الفقراء الذين ليس لديهم دخل أو أصول كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية
- المحتاجون، الذين لديهم بعض الدخل أو الأصول، لكن لا تكفي لسد احتياجاتهم الأساسية
- المدينون، الذين لديهم ديون ولا يستطيعون سدادها
- المسافرون، وهم المسافرون أو اللاجئون الذين تقطعت بهم السبل أو يحتاجون إلى المساعدة
- المتحولون الجدد إلى الإسلام ويحتاجون إلى الدعم والتوجيه
- العمال الذين يتم توظيفهم لجمع وتوزيع الفدية أو الزكاة
- سبيل الله سبحانه وتعالى، ويشمل أي قضية خيرية أو بريّة تعود بالنفع على المجتمع المسلم أو الإنسانية جمعاء
- الأسرى، وهم أسرى الحرب أو المستعبدين الذين يحتاجون إلى فدية أو تحرير
نأمل أن يكون هذا المقال قد ساعدك على فهم ماهية الفدية وكيفية دفعها. الفدية هي طريقة رائعة للوفاء بواجبك الديني المتمثل في صيام رمضان، حتى لو كنت لا تستطيع الصيام جسديًا. الفدية هي أيضًا طريقة رائعة لمساعدة الفقراء والمحتاجين، الذين هم أكثر استحقاقًا لأعمالك الخيرية. الفدية هي أيضًا طريقة رائعة لكسب المكافآت والبركات من الله سبحانه وتعالى الذي يحب المتصدقين.
تقبل الله صيامكم وصيامكم، وتقبل الله منكم رمضان مباركا وسلاما. آمين.