لماذا يعتبر الكحول حراماً في الإسلام؟ بناءً على العقل والمنطق

Two red prohibition signs, one with the word ALCOHOL, the other with a bottle and glass. Text below reads "Why Is Alcohol Haram in Islam?". This image illustrates why alcohol is haram in Islam by prohibiting its consumption. Supported by BNB.

لماذا يعتبر الكحول حراماً؟ منظور عقلاني وقرآني

لطالما كان الكحول موضوعاً جدلياً. يجادل البعض حول فوائده، بينما يركز آخرون على أضراره. لكن بالنسبة لنا كمسلمين، السؤال لا يتعلق فقط بالصحة أو العلم. إنه يتعلق بالحقيقة والعقل والهداية. يقدم لنا القرآن الإجابة الأكثر وضوحاً ومنطقية. دعونا نستكشف معاً لماذا الكحول محرم، ليس فقط كقاعدة دينية ولكن كضرورة عقلانية تحمي كرامتنا وإنسانيتنا.

الحكمة القرآنية وراء التحريم

عندما نعود إلى القرآن، نجد أن الكحول لم يحرم فجأة بل على مراحل. أولاً، تم تقديمه على أنه يحتوي على منفعة وضرر، ولكن ضرره يفوق منفعته. لاحقاً، تم تحذير المؤمنين من الاقتراب من الصلاة وهم في حالة سكر، مما يبين لنا كيف يغشى الكحول على الحكم. أخيراً، جاء الأمر الحاسم، واصفاً المسكرات بأنها رجس من عمل الشيطان، وأمرنا بتجنبها تماماً.

“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟”
(سورة المائدة 5: 90–91)

الرسالة واضحة تماماً. المسكرات لا تضر الجسد فحسب، بل تعكر صفاء العقل أيضاً.

ما الذي يجعلنا بشراً حقاً؟ إنها قدرتنا على التفكير والتأمل واتخاذ الخيارات. عندما يسلب الكحول ذلك منا، نفقد جوهر ما يجعلنا مختلفين عن الحيوانات.

لقد كتبنا سابقاً مقالاً عن القمار ولماذا القمار محرم وفقاً للشريعة الإسلامية، والذي يمكنك قراءته بالكامل هنا.

الكحول يعطل العقل البشري

أنت وأنا نعلم أن الكحول يضعف العقل. حتى القوانين الحديثة في العديد من البلدان تحظر القيادة تحت تأثيره لأنه يضعف الحكم ويعرض الأرواح للخطر. ترتكب جرائم لا حصر لها ومنازعات ومآسٍ تحت تأثير الكحول. غالباً ما تصف المحاكم الشخص السكير بأنه مجنون مؤقتاً. ولكن اسأل نفسك: لماذا يختار أي شخص طوعاً حالة لا يعمل فيها دماغه بشكل صحيح؟

تتضح حكمة القرآن هنا. يخبرنا أن المسكرات تصرفنا عن الصلاة، وعن ذكر الله، وعن الحكم السليم. وبمجرد أن لا يعمل عقلنا كما ينبغي، نُجرد من إنسانيتنا، ونُختزل إلى سلوك لا يوافق عليه أي شخص عاقل.

ما الذي يجعلنا بشراً حقاً؟

لقد أطلقنا على أنفسنا اسم “الإنسان العاقل” (Homo sapiens). لا يكمن اختلافنا عن الكائنات الأخرى في القوة البدنية أو الغرائز، بل في قوة الفكر. الدماغ هو تاج الوجود البشري، الهدية التي تسمح لنا باتخاذ الخيارات، وبناء الحضارات، والتواصل مع خالقنا.

الآن فكر في الأمر. إذا دمرنا طوعاً قدرتنا على التفكير بالكحول، فماذا يبقى منا؟ أين الحكمة التي تفصلنا عن الحيوانات؟ باستهلاك المسكرات، نعطل الأداة الأساسية التي تجعلنا بشراً. العقل والإيمان كلاهما يرفض مثل هذا التدمير الذاتي.

دعوة لحماية كرامتك

في جمعية “إسلاميك دونيت” الخيرية، نذكر أنفسنا وإخوتنا وأخواتنا بأن تحريم الكحول لا يتعلق فقط باتباع القواعد. إنه يتعلق بحماية هبة العقل، والحفاظ على الكرامة، واختيار الطريق الأسمى. عندما تقول لا للكحول، فإنك تقول نعم للصفاء والحكمة والمسؤولية. أنت تؤكد إنسانيتك وتكرم هداية الله.

لذلك، دعونا نسأل أنفسنا: هل نريد أن نعيش ككائنات عقلانية، متسمة بالنور والحكمة؟ أم أننا نريد التخلي عن الميزة التي تجعلنا فريدين بين الخلائق؟ الخيار لنا، والقرآن قد أظهر لنا الطريق بالفعل.

✨الكحول حرام لأنه يفسد العقل، ويغذي الضرر، ويمحو الهدية التي تحدد هويتنا كبشر. عندما نتجنبه، فإننا لا نتبع القرآن فحسب، بل نحتضن أيضاً المنطق والعقل والكرامة.

الأسئلة الشائعة

يحرم الإسلام الكحول لأن العقل هو أثمن هبة تميز الإنسان عن سائر الكائنات، والكحول يعمل على تعطيل هذا العقل وإضعاف القدرة على الحكم السليم. يؤدي تغييب الوعي إلى ارتكاب الجرائم والمآسي، لذا فإن التحريم يهدف إلى حماية كرامة الإنسان وإنسانيته وضمان بقائه كائنا عقلانيا مسؤولا عن أفعاله.
تدرج القرآن في التحريم لمراعاة الطبيعة البشرية، حيث بدأ ببيان أن ضررها أكبر من نفعها، ثم نهى عن الصلاة في حالة السكر لضمان التركيز والوعي. انتهى الأمر بالتحريم القاطع في سورة المائدة، واصفا إياها بأنها رجس من عمل الشيطان، والهدف هو حماية المجتمع من العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله.
يعتبر الدماغ تاج الوجود البشري والأداة التي تسمح لنا باتخاذ الخيارات وبناء الحضارات. عند استهلاك المسكرات، يدمر الإنسان طوعا قدرته على التفكير، مما يجرده من الميزة التي تفصله عن الحيوانات. التحريم هو دعوة لحماية الكرامة واختيار طريق الحكمة والمسؤولية بدلا من التخلي عن الوعي الذي هو أساس التكليف الإلهي.
تؤدي المسكرات إلى إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس وتفكك النسيج الاجتماعي، كما أنها تصد المرء عن أداء العبادات والصلوات. من الناحية الاجتماعية، تتسبب في وقوع حوادث ومنازعات قانونية نتيجة ضعف الحكم. التحريم يحفظ المجتمع من هذه الشرور ويشجع على العيش بصفاء ونور بعيدا عن الرجس الذي يفسد العلاقات الإنسانية.

التبرع السريع