زكاة الفطرة أو الفطر، واحدة من الزّكوات الواجبة على المسلمين، يؤدّونها عن الأفراد والأشخاص لا عن الأموال، فزكاة الأموال تطهير للمال، وزكاة الفطرة زكاة للأبدان والنّفوس.
ولزكاة الفطرة أحكام مذكورة في الكتب الفقهية منها أن يدفع المكلف عن نفسه وعمّن يعوله، من ولد ووالد وزوجة ومملوك وضيف مسلماً كان أو ذمياً، صغيراً وكبيراً.
تاريخ تشريعها
الظاهر أنها شُرّعت مع تشريع صوم شهر رمضان، في السنة الثانية من الهجرة؛ وذلك لأنها تضاف إلى الإفطار بعد صوم رمضان، فهي تابعة له، ولم يُذكر أنّ المسلمين صاموا قبل تلك السنة أو بعدها، ولم يخرجوا زكاة الفطرة.
الحكمة من تشريعها
إنَّ الحكمة التي تبنّاها الشارع المقدّس من تشريع زكاة الفطر هى إغناء الفقراء عن ذل السؤال في هذا اليوم، بالإضافة إلى تقاسم الفرح والسرور على الأغنياء والفقراء.
وهي تطهير مما وقع فيه مما يتنافى مع حكمة الصوم وأدبه، فتكون زكاة الفطر بمثابة جبرٍ لهذا النقص، وهي طهارة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين.
وهي أيضاً طُعمة للمساكين والفقراء والمعوزين؛ ليشاركوا بقية الناس فرحتهم بالعيد؛ ولهذا ورد في بعض الأحاديث: «أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم». يعني أطعموهم، وسدُّوا حاجتهم؛ حتى يستغنوا عن الطواف والتكفف في يوم العيد، الذي هو يوم فرح وسرور.
حكمها
زكاة الفطرة واجبة، وتجب فيها النية كغيرها من العبادات.
مَن يجب عليه إخراجها
تجب على كل:
- مكلف بالغ
- حرّ غير مملوك، وفي المكاتب احتياط
- مالك لما يجب فيه زكاة المال
مَن يجب إخراجها عنه
يدفع المكلف عن نفسه وعمّن يعوله، من ولد ووالد وزوجة ومملوك وضيف مسلماً كان أو ذمياً، صغيراً وكبيراً، حرّاً وعبداً، ذكراً وأنثى.
- الشخص الذي يحل ضيفاً على آخر ليلة العيد لا يعتبر داخلاً في العيلولة بمجرد الضيافة ما لم تتحقق العيلولة ولو مؤقتاً كأن ينام عنده ليلة العيد.
من يسقط عنه وجوبها
لا يجب إخراج زكاة الفطرة على:
- الصبي والمملوك والمجنون المطبق والإدواري، والمغمى عليه عند دخول غروب ليلة العيد.
- الفقير الذي لا يملك قوت سنة فعلاً أو قوة. ولكن يستحب له إخراجها أيضاً.
فطرة السادة
تحرم فطرة غير الهاشمي على الهاشمي، وتحل فطرة الهاشمي على الهاشمي وغيره، والعبرة على المعيل دون العيال.
المتولي لإخراجها يجوز أن يتولى الإخراج من وجبت عليه، أو يوكل غيره في التأدية ، فحينئذ لا بد للوكيل من نية التقرب، وإن وكله في الايصال يجب عليه أن ينوي كون ما أوصله الوكيل إلى الفقير زكاة.
محل إخراجها
تًخرج في مكان تواجد المزكي ، ويحتاطون في إخراجها حتى إلى بلده الأصلي في حال وُجد في بلد الإخراج فقير .
المستحق للفطرة
مصرف زكاة الفطرة هم الأصناف الثمانية، وقيل إنها تختص بـ :
- الفقراء
- والمساكين
والأفضل تقديمها للفقير أو المسكين من الأقارب لو كان موجوداً في بلد إخراج الزكاة .
مقدارها
الضابط في جنس الفطرة أن يكون قوت الغالب في الجملة: صاعاً من التمر، أو الزبيب، أو البرّ (الحنطة) أو الشعير، أو الأرز أو الذرة، أو الأقط، أو اللبن، ونحوها. ولا بأس أن تدفع قيمته المالية.
والصاع يساوي ثلاث كيلوات تقريباً
ويجزي دفع القيمة من النقدين وما بحكمهما من الأثمان .
والمدار على قيمة وقت الأداء لا الوجوب، وبلد الاخراج لا بلد المكلف . اضغط هنا لدفع زكاة الفطر.
وقت وجوبها
المشهور أنه يعتبر اجتماع الشرائط آناً ما قبل الغروب ليلة العيد إلى أن يتحقق الغروب.
ووقت إخراجها طلوع الفجر من يوم العيد، والأحوط إخراجها أو عزلها قبل صلاة العيد، وإن لم يصلّها امتد الوقت إلى الزوال، وإذا عزلها جاز له التأخير في الدفع إذا كان التأخير لغرض عقلائي. وإذا عزلها تعينت، فلا يجوز تبديلها.
الجِزْية، هي نوع من الضريبة، حيث تؤخذ من أهل الكتاب لإقامتهم في بلاد المسلمين، وتؤخذ بحسب عددهم أو بحسب ما يملكون من أرض، وقد أجمع الفقهاء على مشروعية أخذ الجزية. تؤخذ الجزية من أهل الكتاب خاصة كـاليهود والنصارى، واستثني منهم بعض الأشخاص كالصبي والمجنون والمرأة.
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الجزية أنها تعتبر أجرة ومعاوضة عن حق حياتهم تحت لواء الإسلام، فقد حقن الإسلام دمائهم، وحفظ أرواحهم من أي اعتداء.
تعريف الجزية
وهي المال الذي يؤخذ من أهل الكتاب ويعقد لهم عليه الذمة؛ لإقامتهم بدار الإسلام وحقن دمائهم، المأخوذ على نفوسهم أو على أرضهم، وسبب تسميتها بـ (الجزية)؛ للاجتزاء بها عن حقن دمائهم.
ألفاظ ذات صلة
يوجد بعض الألفاظ التي لها ارتباط بـ (الجزية) ذكرها الفقهاء في كتبهم الفقهية، وهي:
- الخراج: هو أجرة على الأرض التي فتحها المسلمون سواء بالقتال أو بالصلح، والجزية تؤخذ من أهل الذمة عن نفوسهم وأراضيهم لإقامتهم في دار الإسلام.
- العُشر: وهو ما يؤخذ زكاة من الزروع والثمار، ويطلق العشر أيضا على ما يُفرض على الكافر الحربي في مقابل دخوله دار الإسلام لتجارة لا تشتد الحاجة إليها.
- الفيء: وهو ما يؤخذ من الكفار بغير قتال، الشامل للخراج والجزية والعُشر المأخوذة من أموالهم التجارية، فالفيء أعم من الجزية.
مشروعيتها
دل على مشروعية الجزية قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَاحَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾، والروايات الكثيرة، ومنها قول الإمام الصادق: إنَّ النبي
كان إذا بعث أميرا له على سرية … يقول: … فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون …، وللإجماع بين الفقهاء، بل إجماع الأمة الإسلامية عليه.
حكمتها
ذكرت عدة أقوال في الحكمة من أخذ الجزية من قبل أهل الكتاب، ومنها: جعل اللّه تعالى الجزية على أهل الكتاب حقناً لدمائهم، ومنعاً من استرقاقهم، ووقاية لما عداها من أموالهم، فالجزية عبارة عن أجرة ومعاوضة عن حق حياتهم تحت لواء الإسلام، ويشير إلى ذلك ما ورد في صحيحة زرارة عن أبي عبد اللّه قال: … إنّما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا …
حكمها
صرّح الفقهاء بوجوب الجزية على أهل الكتاب؛ لقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَاحَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾، حيث أمر الله نبيه
بالقتال إلى أن يعطوا الجزية، وحاصل الآية الشريفة: أنّه يجب على النبي
أحد أمرين: إما القتال، أو المطالبة بالجزية، فقد قال العلامة الحلي: إن أسلموا، وإلا طلب منهم الجزية، فإن بذلوها كُفّ عنهم واُقرّوا على دينهم، وإلاّ قُتلوا..
من تسقط عنه الجزية
ذكر الفقهاء مجموعة من الأشخاص من أهل الكتاب الذين لا تؤخذ منهم الجزية، وهم:
الصبي، المجنون جنونا مطبقا، الأبله، المرأة، المملوك، الشيخ الفاني والمقعد والأعمى، الرهبان وأهل الصوامع، والفقير.
مقدارها
المشهور بين الفقهاء عدم وجود حد للجزية، بل إنّ أمرها إلى الإمام بحسب ما يراه، واستدلوا عليه بما ورد في بعض الروايات، ووقت الالتزام بالجزية بعد عقد الذمة بين المسلمين وأهل الذمة مباشرة، ووقت أداء الجزية آخر الحول.
مصرف الجزية
كانت الجزية في عصر النبي توزع على المجاهدين، أما الآن فقد اختلف الفقهاء في مصرفها على أقوال، وهي:
- القول الأول: إنَّ الجزية للمجاهدين القائمين مقام المهاجرين.
- القول الثاني: عدم انحصار مصرفها بالمجاهدين، وجواز صرفها في سائر المصالح أو الفقراء.
- القول الثالث: إنَّ الجزية مختصة بطائفة خاصة من المجاهدين، وهم المعدون للجهاد كالقوات المسلحة في زماننا، لا من يشارك في الجهاد عند الضرورة وهو مشتغل بأعماله الشخصية.
الأنفال هي ما يستحقه الإمام من الأموال على جهة الخصوص كما كان للنبي، وهي خمسة: الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعا، والأرضون الموات سواء ملكت ثم باد أهلها أو لم يجر عليها ملك كالمفاوز، وسيف البحار، ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام، وإذا فُتحت دار الحرب، فما كان لسلطانهم من قطائع وصفايا، فهي للإمام إذا لم تكن مغصوبة من مسلم أو معاهد، وكذا له أن يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية، وغير ذلك ما لم يجحف، وما يغنمه المقاتلون بغير إذنه، فهو له
.
تعريف الأنفال
- لغة: هي جمع نفل، ونفل يقال بسكون الفاء وفتحها، وهو الزيادة.
- اصطلاحا: وهي ما يستحقه الإمام من الأموال على جهة الخصوص كما كان للنبي
، وهي خمسة: الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعا، والأرضون الموات سواء ملكت، ثم باد أهلها أو لم يجر عليها ملك كالمفاوز، وسيف البحار ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام، وإذا فتحت دار الحرب فما كان لسلطانهم من قطائع، وصفايا، فهي للإمام إذا لم تكن مغصوبة من مسلم أو معاهد، وكذا له أن يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية، وغير ذلك ما لم يجحف، وما يغنمه المقاتلون بغير إذنه، فهو له
.
أدلة مشروعية الأنفال
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَأَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللّٰهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
سبب نزول آية الأنفال: نزلت بسبب اختلاف المسلمين في غنائم بدر، وأنّها كيف تُقسّم؟ ومن يُقسمها: المهاجرون أو الأنصار؟ فبيّن حكمها وأنّ أمر ذلك إلى اللّه والرسول، وقيل: المراد بها أنفال السرايا المجعولة لهم كقوله
: من فعل كذا وكذا فله كذا، وقد وقع منه
ذلك في يوم بدر، فتسارع الشبّان وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلمّا انقضت الحرب طلب الشبّان بما كان قد نفلهم النبيّ
، فقال الشيوخ: كنّا ردءا لكم لو وقعت عليكم الهزيمة لرجعتم إلينا، فتشاجروا في ذلك فنزلت.
- السنة الشريفة
لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة التي ذكرت الأنفال، وأحكامها، ومنها:
- عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: الْأَنْفَالُ مَا لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلٰا رِكٰابٍ أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا أَوْ قَوْمٌ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ، وَكُلُّ أَرْضٍ خَرِبَةٍ، وَبُطُونُ الْأَوْدِيَةِ، فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ
، وَهُوَ لِلْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ.
- عن أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
فِي الرَّجُلِ يَمُوتُ، وَلَا وَارِثَ لَهُ وَلَا مَوْلًى لَهُ، فَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ.
- عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِو عَبْدِ اللَّهِ
: نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَنَا لَنَا الْأَنْفَالُ، وَلَنَا صَفْوُ الْأَمْوَالِ، وَنَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَنَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.
الاختلاف في تفسير الأنفال
قال المقداد السيوري: اختلف في الأنفال ما هي، فقال ابن عبّاس وجماعة: إنّها غنيمة بدر، وقال قوم: هي أنفال السرايا، وقيل: هي ما شذّ من المشركين من عبد وجارية من غير قتال، وقال قوم: هي الخمس، والصحيح ما قاله الإمامان الباقر والصادق: أنّها ما أخذ من دار الحرب من غير قتال كالّذي انجلى عنها أهلها، وهو المسمّى فيئا، وميراث من لا وارث له، وقطائع الملوك إذا لم تكن مغصوبة، والآجام، وبطون الأودية، والموات فإنّها للّه ولرسوله وبعده لمن قام مقامه يصرفه حيث يشاء من مصالحه، ومصالح عياله، وقال الصادق
: «إنّ غنائم بدر كانت للنبيّ
خاصّة فقسّمها بينهم تفضّلا منه
» وهو مذهب أصحابنا الإماميّة، ويؤيّده أنّ الأنفال جمع نفل، وهو الزيادة على شيء سمّي به لكونه زائدا على الغنيمة كما سمّيت النافلة نافلة لزيادتها على الفرض وسمّي ولد الولد نافلة لزيادته على الأولاد، وقيل سُمّيت الغنيمة نفلا لأنّ هذه الأمّة فضّلت بها على سائر الأمم.
الصدقة عنوان يطلق على الأموال التي تُنفق في سبيل الله تعالى، وكما أن في الدين الإسلامي لا يجوز اكتساب المال من أي طريق كان غير الحلال، وأيضاً لا يصح إنفاق الأموال في غير طريقها الصحيح، وواحد من طرق الإنفاق التي عيّنها الإسلام هو التصدق بالأموال في سبيل الله تعالى، وتنقسم الصدقة ــ بناء على ما لدينا من آيات قرآنية ــ إلى صدقة واجبة ومستحبة، وقد بُيّنت مصارفها وشروطها. وليست الصدقة توجب نقص أموال الإنسان بل هي سبب في نزول البركة على أمواله بل الزيادة فيها.
معناها
الصدقة: هو ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة إلى الله، مثل الزكاة؛ لكن الصدقة في الأصل تقال للصدقة المستحبة، والزكاة للواجب.
أهميتها
ورد في الآية 104 من سورة التوبة أن الصدقة التي يدفعها المتصدق تقع بيد الله تعالى، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾،
فهم (الفقراء) يأخذونها بالنيابة عن الله تعالى، فيدهم القابضة للصدقة هي يد الله تعالى، وهذا التعبير واحد من أفضل وألطف التعابير التي تجسّد عظمة الحكم الإسلامي، بالإضافة التشجيع الوارد للعمل بهذه المسألة أو الفريضة الإلهية المتجسدة في الصدقة المستحبة والواجبة وهي الزكاة، وإن الشارع قد نبّه على لزوم مراعاة الآداب والاحترام للطرف المتسلّم لها؛ لأنها في الواقع تقع بيد الله تعالى.
وقد جاء في الرواية عن أمير المؤمنين أنّ رسول الله
قال له: «أما علمت أنّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى تفك بها عن لحيي سبعين شيطانا، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب (تبارك وتعالى)».
وعن الإمام الصادق قال: «وليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب (تبارك وتعالى) قبل أن تقع في يد العبد».
أقسامها
تنقسم الصدقات إلى قسمين:
- الواجبة: وهي تشمل أفراداً خاصّين وقسماً خاص من الأموال في أوقات وظروف خاصة، وهي الزكاة، والخمس، وزكاة الفطرة.
- المستحبة: ولا مقدار محدد لها، ويمكن للإنسان أن يعطي أي مقدار يشاء من أمواله للفقراء والمحتاجين.
شروطها
يظهر من الآيات القرآنية والروايات الشريفة أن للصدقة شروطاً، ومنها:
- أن تكونم من المال الحلال الطيّب.
- الأفضل أن تكون في السر.
- أن لا يتبعها الأذى والمنّة.
- أن تكون الصدقة خالصة لله تعالى.
- أن تكون الصدقة مما يحبّه الدافع لها.
- أن لا يتصور المنفق أنه مالك هذه الصدقة الحقيقي، وإنما هو واسطة في ذلك.
مصارفها
جاء في الآيات القرآنية أن المستحقين للصدقات ثمانية أفراد، وهم:
- الفقراء
- المساكين
- العملون عليها، وهم الذين يجمعون الزكاة وهي بمنزلة الأجرة لهم على ما يقومون به.
- المؤلفة قلوبهم، وهم الذين يُعطى مال الصدقة الواجبة إليهم من باب استجلاب وتألُّف قلوبهم نحو الدين الإسلامي وتحبيبهم فيه.
- وفي الرقاب، يقصد به اعطاء المال من أجل تحرير العبيد من العبودية.
- الغارمين، وهم المديونين ممن لا يتمكنون من أداء دينهم.
- في سبيل الله، أي صرفها لوجه الله تعالى وفي كل ما يمكن ان يكون فيه تقوية للإسلام.
- ابن السبيل، وهو المسافر المنقطه العادم من المال والزاد بما يكفيه.
كيفية ادائها
لقد ورد في القرآن الكريم تقسيم الصدقة إلى الصدقة المقبولة والغير مقبولة، وهي عبارة عن:
- الصدقة الغير مقبولة:
- إعطاء الصدقة من أجل الرياء.
- إعطاء الصدقة مع المن والأذى.
- الصدقة المقبولة:
- إظهار الصدقة: فإن فيه دعوة عملية إلى المعروف، وتشويقا للناس إلى البذل والانفاق، وتطييبا لنفوس الفقراء والمساكين حيث يشاهدون أن في المجتمع رجالا رحماء بحالهم، وأموالا موضوعة لرفع حوائجهم.
- صدقة السر: إخفائها الصدقة يُبعد الإنسان عن الرياء والمن والاذى، وكذلك فيه حفظ لنفوس المحتاجين عن الخزي والمذلة، وصون لماء وجوههم عن الابتذال، وصدقة السر أخلص طهارة، ولما كان بناء الدين على الإخلاص وكان العمل كلما قرب من الإخلاص كان أقرب من الفضيلة رجح سبحانه جانب صدقة السر فقال: وان تخفوها وتعطوها الفقراء فهو خير لكم.
يمكنك دفع صدقتك بشكل مجهول من هنا.
مصاديقها
آثارها وبركاتها
يوجد الكثير من الروايات ذكرت فوائد وبركة إعطاء الصدقة، ومن هذه الفوائد والآثار:
- تدفع البلاء: عن رسول الله (ص): «الصدقة تمنع سبعين نوعًا من أنواع البلاء».
- تدفع القضاء: عن رسول الله (ص): «الصدقة …تدفع القضاء وقد أُبرم إبرامًا».
- تزيد العمر: عن رسول الله (ص): «تصدّقوا, وداووا مرضاكم بالصدقة, فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض, وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم».
- تدفع ميتة السوء: عن الإمام الباقر (ع): «البرّ والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان سبعين ميتة سوء».
- تجلب الرزق: عن أمير المؤمنين (ع): «إذا أملقتم، فتاجروا الله بالصدقة».
- تبرِّد القبر: عن رسول الله (ص): «إنّ الصدقة لتطفىء عن أهلها حرّ القبور».
- تُظلُّ المتصدّق يوم القيامة: عن الإمام الصادق (ع): «أرض القيامة نار ما خلا ظلِّ المؤمن, فإنَّ صدقته تظلّه».