الإمام محمد ب. علي الجواد (الإمام التاسع) هو ابن الإمام الرضا (الثامن). اسمه محمد ولقب أبو جعفر. جواد ، لقبه الآخر ، يعني كرم جدًا. في الأخلاق ، فقط الشخص الذي لا يتوقع شيئًا من الآخرين على كل الكرم الذي كان لديه تجاههم يسمى “جواد”. كان الإمام الجواد ، مثل النبي محمد وآله ، خيرًا ورحيمًا ، خاصة تجاه الفقراء والمهجرين. ولهذا يعتبر من أكثر الناس كرمًا في عصره. لم يكن هناك ما يدفعه إلى فعل كل هذا الخير طواعية إلا إرضاء الله.
كان اسم والدته خيزوران التي كانت من أبرز السيدات في عصرها. عندما أنجبت الإمام الجواد ، قال الإمام الرضا: “رزقني الله ولداً يشبه موسى الذي شق البحر ، ويشبه أيضاً السيد المسيح الذي أعطيت والدته قداسة إلهية”.
في ليلة ولادته ، كان الإمام الرضا يهمس له بالأسرار الإلهية طوال الليل وهو مولود في المهد. كان الإمام الجواد يبلغ من العمر سبع سنوات فقط عندما أجبر الأعداء والده على مغادرة المدينة والذهاب بمفرده إلى مرو (خراسان / إيران) واستشهد في النهاية هناك عندما أصبح صبيًا في التاسعة من عمره. شكك بعض المسلمين الشيعة في الإمام الجواد لمجرد أنهم اعتقدوا أنه كان أصغر من أن يخلف والده كإمام. ومع ذلك ، فإن رؤية معجزاته العظيمة ومعرفته العالية جعلتهم يعترفون بأنه إمام حقيقي.
هذا تقرير يشير إلى مستوى علمه العالي: في بلاط الخليفة ، كان هناك رجل اعترف بأنه لص. جمع المعتصم ، الخليفة العباسي ، بعض المثقفين والمتعلمين ليسألهم عما يجب أن يفعله مع اللص. وكما تعلم ، يقول القرآن الكريم “تقطع يدا السارق”.
ومع ذلك ، فهو لا يعرف بالضبط أي جزء من اليد قصد الله. قال أحد الأشخاص الحاضرين في المحكمة ، “قطع يده من مرفقه”. وذكر الآخر ، “من الرسغ”.
وأخيراً سأل الإمام الجواد عن الحضور ، وأصر. قال الإمام: يعاقب اللصوص بقطع أصابعهم وترك الكفين. وذلك لما قاله الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم): إنك إذا جئت إلى الله وجب عليك أن تضع سبعة أجزاء من جسدك ، بما في ذلك النخيل ، على الأرض. وإذا قطعت ذراعه من كوعه أو معصمه ، فلن يتمكن من الركوع بشكل صحيح. فاليد لله وليس لأحد أن يقطعها. وقد جاء في القرآن الكريم أن هذه الأجزاء السبعة من جسدك هي لله فلا تعبد إلا هو ، فكانوا صامتين عند الاستماع إلى أسبابه العظيمة! كان إمامًا لمدة 17 عامًا تقريبًا. خلال تلك السنوات ، كان الإمام تحت مراقبة الخلفاء العباسيين وكان السبيل الوحيد للبقاء على صلة بأتباعه هو من خلال الرسائل والنواب. تلقى أسئلتهم وكتب الإجابات عليها. في غضون ذلك ، حضر أيضًا الاجتماعات التي أجاب فيها على أصعب أسئلة علماء الأديان الأخرى حول مواضيع مختلفة من خلال المعرفة الإلهية التي كان يمتلكها.
وأخيراً في 30 ذو القعدة 220/25 تشرين الثاني 835 قُتل الإمام الجواد بالتسمم واستشهد وهو في الخامسة والعشرين من عمره فقط. استشهد في أصغر سنه مقارنة بأئمتنا الأحد عشر الآخرين. يقع مرقده المقدس في العراق (الكعيمين) بجانب جده موسى بن. ضريح جعفر المقدس.
في كل عام ، يتوجه ملايين الحجاج من إيران والعراق ودول أخرى في العالم إلى القايمين لزيارة هذين الضريحين المقدسين.
زكاة الفطرة أو الفطر، واحدة من الزّكوات الواجبة على المسلمين، يؤدّونها عن الأفراد والأشخاص لا عن الأموال، فزكاة الأموال تطهير للمال، وزكاة الفطرة زكاة للأبدان والنّفوس.
ولزكاة الفطرة أحكام مذكورة في الكتب الفقهية منها أن يدفع المكلف عن نفسه وعمّن يعوله، من ولد ووالد وزوجة ومملوك وضيف مسلماً كان أو ذمياً، صغيراً وكبيراً.
تاريخ تشريعها
الظاهر أنها شُرّعت مع تشريع صوم شهر رمضان، في السنة الثانية من الهجرة؛ وذلك لأنها تضاف إلى الإفطار بعد صوم رمضان، فهي تابعة له، ولم يُذكر أنّ المسلمين صاموا قبل تلك السنة أو بعدها، ولم يخرجوا زكاة الفطرة.
الحكمة من تشريعها
إنَّ الحكمة التي تبنّاها الشارع المقدّس من تشريع زكاة الفطر هى إغناء الفقراء عن ذل السؤال في هذا اليوم، بالإضافة إلى تقاسم الفرح والسرور على الأغنياء والفقراء.
وهي تطهير مما وقع فيه مما يتنافى مع حكمة الصوم وأدبه، فتكون زكاة الفطر بمثابة جبرٍ لهذا النقص، وهي طهارة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين.
وهي أيضاً طُعمة للمساكين والفقراء والمعوزين؛ ليشاركوا بقية الناس فرحتهم بالعيد؛ ولهذا ورد في بعض الأحاديث: «أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم». يعني أطعموهم، وسدُّوا حاجتهم؛ حتى يستغنوا عن الطواف والتكفف في يوم العيد، الذي هو يوم فرح وسرور.
حكمها
زكاة الفطرة واجبة، وتجب فيها النية كغيرها من العبادات.
مَن يجب عليه إخراجها
تجب على كل:
- مكلف بالغ
- حرّ غير مملوك، وفي المكاتب احتياط
- مالك لما يجب فيه زكاة المال
مَن يجب إخراجها عنه
يدفع المكلف عن نفسه وعمّن يعوله، من ولد ووالد وزوجة ومملوك وضيف مسلماً كان أو ذمياً، صغيراً وكبيراً، حرّاً وعبداً، ذكراً وأنثى.
- الشخص الذي يحل ضيفاً على آخر ليلة العيد لا يعتبر داخلاً في العيلولة بمجرد الضيافة ما لم تتحقق العيلولة ولو مؤقتاً كأن ينام عنده ليلة العيد.
من يسقط عنه وجوبها
لا يجب إخراج زكاة الفطرة على:
- الصبي والمملوك والمجنون المطبق والإدواري، والمغمى عليه عند دخول غروب ليلة العيد.
- الفقير الذي لا يملك قوت سنة فعلاً أو قوة. ولكن يستحب له إخراجها أيضاً.
فطرة السادة
تحرم فطرة غير الهاشمي على الهاشمي، وتحل فطرة الهاشمي على الهاشمي وغيره، والعبرة على المعيل دون العيال.
المتولي لإخراجها يجوز أن يتولى الإخراج من وجبت عليه، أو يوكل غيره في التأدية ، فحينئذ لا بد للوكيل من نية التقرب، وإن وكله في الايصال يجب عليه أن ينوي كون ما أوصله الوكيل إلى الفقير زكاة.
محل إخراجها
تًخرج في مكان تواجد المزكي ، ويحتاطون في إخراجها حتى إلى بلده الأصلي في حال وُجد في بلد الإخراج فقير .
المستحق للفطرة
مصرف زكاة الفطرة هم الأصناف الثمانية، وقيل إنها تختص بـ :
- الفقراء
- والمساكين
والأفضل تقديمها للفقير أو المسكين من الأقارب لو كان موجوداً في بلد إخراج الزكاة .
مقدارها
الضابط في جنس الفطرة أن يكون قوت الغالب في الجملة: صاعاً من التمر، أو الزبيب، أو البرّ (الحنطة) أو الشعير، أو الأرز أو الذرة، أو الأقط، أو اللبن، ونحوها. ولا بأس أن تدفع قيمته المالية.
والصاع يساوي ثلاث كيلوات تقريباً
ويجزي دفع القيمة من النقدين وما بحكمهما من الأثمان .
والمدار على قيمة وقت الأداء لا الوجوب، وبلد الاخراج لا بلد المكلف . اضغط هنا لدفع زكاة الفطر.
وقت وجوبها
المشهور أنه يعتبر اجتماع الشرائط آناً ما قبل الغروب ليلة العيد إلى أن يتحقق الغروب.
ووقت إخراجها طلوع الفجر من يوم العيد، والأحوط إخراجها أو عزلها قبل صلاة العيد، وإن لم يصلّها امتد الوقت إلى الزوال، وإذا عزلها جاز له التأخير في الدفع إذا كان التأخير لغرض عقلائي. وإذا عزلها تعينت، فلا يجوز تبديلها.
الجِزْية، هي نوع من الضريبة، حيث تؤخذ من أهل الكتاب لإقامتهم في بلاد المسلمين، وتؤخذ بحسب عددهم أو بحسب ما يملكون من أرض، وقد أجمع الفقهاء على مشروعية أخذ الجزية. تؤخذ الجزية من أهل الكتاب خاصة كـاليهود والنصارى، واستثني منهم بعض الأشخاص كالصبي والمجنون والمرأة.
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الجزية أنها تعتبر أجرة ومعاوضة عن حق حياتهم تحت لواء الإسلام، فقد حقن الإسلام دمائهم، وحفظ أرواحهم من أي اعتداء.
تعريف الجزية
وهي المال الذي يؤخذ من أهل الكتاب ويعقد لهم عليه الذمة؛ لإقامتهم بدار الإسلام وحقن دمائهم، المأخوذ على نفوسهم أو على أرضهم، وسبب تسميتها بـ (الجزية)؛ للاجتزاء بها عن حقن دمائهم.
ألفاظ ذات صلة
يوجد بعض الألفاظ التي لها ارتباط بـ (الجزية) ذكرها الفقهاء في كتبهم الفقهية، وهي:
- الخراج: هو أجرة على الأرض التي فتحها المسلمون سواء بالقتال أو بالصلح، والجزية تؤخذ من أهل الذمة عن نفوسهم وأراضيهم لإقامتهم في دار الإسلام.
- العُشر: وهو ما يؤخذ زكاة من الزروع والثمار، ويطلق العشر أيضا على ما يُفرض على الكافر الحربي في مقابل دخوله دار الإسلام لتجارة لا تشتد الحاجة إليها.
- الفيء: وهو ما يؤخذ من الكفار بغير قتال، الشامل للخراج والجزية والعُشر المأخوذة من أموالهم التجارية، فالفيء أعم من الجزية.
مشروعيتها
دل على مشروعية الجزية قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَاحَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾، والروايات الكثيرة، ومنها قول الإمام الصادق: إنَّ النبي
كان إذا بعث أميرا له على سرية … يقول: … فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون …، وللإجماع بين الفقهاء، بل إجماع الأمة الإسلامية عليه.
حكمتها
ذكرت عدة أقوال في الحكمة من أخذ الجزية من قبل أهل الكتاب، ومنها: جعل اللّه تعالى الجزية على أهل الكتاب حقناً لدمائهم، ومنعاً من استرقاقهم، ووقاية لما عداها من أموالهم، فالجزية عبارة عن أجرة ومعاوضة عن حق حياتهم تحت لواء الإسلام، ويشير إلى ذلك ما ورد في صحيحة زرارة عن أبي عبد اللّه قال: … إنّما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا …
حكمها
صرّح الفقهاء بوجوب الجزية على أهل الكتاب؛ لقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَاحَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾، حيث أمر الله نبيه
بالقتال إلى أن يعطوا الجزية، وحاصل الآية الشريفة: أنّه يجب على النبي
أحد أمرين: إما القتال، أو المطالبة بالجزية، فقد قال العلامة الحلي: إن أسلموا، وإلا طلب منهم الجزية، فإن بذلوها كُفّ عنهم واُقرّوا على دينهم، وإلاّ قُتلوا..
من تسقط عنه الجزية
ذكر الفقهاء مجموعة من الأشخاص من أهل الكتاب الذين لا تؤخذ منهم الجزية، وهم:
الصبي، المجنون جنونا مطبقا، الأبله، المرأة، المملوك، الشيخ الفاني والمقعد والأعمى، الرهبان وأهل الصوامع، والفقير.
مقدارها
المشهور بين الفقهاء عدم وجود حد للجزية، بل إنّ أمرها إلى الإمام بحسب ما يراه، واستدلوا عليه بما ورد في بعض الروايات، ووقت الالتزام بالجزية بعد عقد الذمة بين المسلمين وأهل الذمة مباشرة، ووقت أداء الجزية آخر الحول.
مصرف الجزية
كانت الجزية في عصر النبي توزع على المجاهدين، أما الآن فقد اختلف الفقهاء في مصرفها على أقوال، وهي:
- القول الأول: إنَّ الجزية للمجاهدين القائمين مقام المهاجرين.
- القول الثاني: عدم انحصار مصرفها بالمجاهدين، وجواز صرفها في سائر المصالح أو الفقراء.
- القول الثالث: إنَّ الجزية مختصة بطائفة خاصة من المجاهدين، وهم المعدون للجهاد كالقوات المسلحة في زماننا، لا من يشارك في الجهاد عند الضرورة وهو مشتغل بأعماله الشخصية.
الأنفال هي ما يستحقه الإمام من الأموال على جهة الخصوص كما كان للنبي، وهي خمسة: الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعا، والأرضون الموات سواء ملكت ثم باد أهلها أو لم يجر عليها ملك كالمفاوز، وسيف البحار، ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام، وإذا فُتحت دار الحرب، فما كان لسلطانهم من قطائع وصفايا، فهي للإمام إذا لم تكن مغصوبة من مسلم أو معاهد، وكذا له أن يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية، وغير ذلك ما لم يجحف، وما يغنمه المقاتلون بغير إذنه، فهو له
.
تعريف الأنفال
- لغة: هي جمع نفل، ونفل يقال بسكون الفاء وفتحها، وهو الزيادة.
- اصطلاحا: وهي ما يستحقه الإمام من الأموال على جهة الخصوص كما كان للنبي
، وهي خمسة: الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعا، والأرضون الموات سواء ملكت، ثم باد أهلها أو لم يجر عليها ملك كالمفاوز، وسيف البحار ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام، وإذا فتحت دار الحرب فما كان لسلطانهم من قطائع، وصفايا، فهي للإمام إذا لم تكن مغصوبة من مسلم أو معاهد، وكذا له أن يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية، وغير ذلك ما لم يجحف، وما يغنمه المقاتلون بغير إذنه، فهو له
.
أدلة مشروعية الأنفال
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَأَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللّٰهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
سبب نزول آية الأنفال: نزلت بسبب اختلاف المسلمين في غنائم بدر، وأنّها كيف تُقسّم؟ ومن يُقسمها: المهاجرون أو الأنصار؟ فبيّن حكمها وأنّ أمر ذلك إلى اللّه والرسول، وقيل: المراد بها أنفال السرايا المجعولة لهم كقوله
: من فعل كذا وكذا فله كذا، وقد وقع منه
ذلك في يوم بدر، فتسارع الشبّان وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلمّا انقضت الحرب طلب الشبّان بما كان قد نفلهم النبيّ
، فقال الشيوخ: كنّا ردءا لكم لو وقعت عليكم الهزيمة لرجعتم إلينا، فتشاجروا في ذلك فنزلت.
- السنة الشريفة
لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة التي ذكرت الأنفال، وأحكامها، ومنها:
- عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: الْأَنْفَالُ مَا لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلٰا رِكٰابٍ أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا أَوْ قَوْمٌ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ، وَكُلُّ أَرْضٍ خَرِبَةٍ، وَبُطُونُ الْأَوْدِيَةِ، فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ
، وَهُوَ لِلْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ.
- عن أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
فِي الرَّجُلِ يَمُوتُ، وَلَا وَارِثَ لَهُ وَلَا مَوْلًى لَهُ، فَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ.
- عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِو عَبْدِ اللَّهِ
: نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَنَا لَنَا الْأَنْفَالُ، وَلَنَا صَفْوُ الْأَمْوَالِ، وَنَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَنَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.
الاختلاف في تفسير الأنفال
قال المقداد السيوري: اختلف في الأنفال ما هي، فقال ابن عبّاس وجماعة: إنّها غنيمة بدر، وقال قوم: هي أنفال السرايا، وقيل: هي ما شذّ من المشركين من عبد وجارية من غير قتال، وقال قوم: هي الخمس، والصحيح ما قاله الإمامان الباقر والصادق: أنّها ما أخذ من دار الحرب من غير قتال كالّذي انجلى عنها أهلها، وهو المسمّى فيئا، وميراث من لا وارث له، وقطائع الملوك إذا لم تكن مغصوبة، والآجام، وبطون الأودية، والموات فإنّها للّه ولرسوله وبعده لمن قام مقامه يصرفه حيث يشاء من مصالحه، ومصالح عياله، وقال الصادق
: «إنّ غنائم بدر كانت للنبيّ
خاصّة فقسّمها بينهم تفضّلا منه
» وهو مذهب أصحابنا الإماميّة، ويؤيّده أنّ الأنفال جمع نفل، وهو الزيادة على شيء سمّي به لكونه زائدا على الغنيمة كما سمّيت النافلة نافلة لزيادتها على الفرض وسمّي ولد الولد نافلة لزيادته على الأولاد، وقيل سُمّيت الغنيمة نفلا لأنّ هذه الأمّة فضّلت بها على سائر الأمم.