أهمية التبرع في الإسلام: الزكاة والصدقة وترك أثر دائم
في الإسلام، التبرع للمحتاجين هو حجر الزاوية في الإيمان. إنه يتجاوز مجرد الكرم – إنه عمل روحي له مكافآت عميقة. يستكشف هذا المقال الأشكال المختلفة للعطاء في الإسلام، وأهميتها، وكيفية مساهمتها في ازدهار المجتمع الإسلامي.
الصدقة: صدقة تطوعية للجميع
الكلمة العربية التي تعني “التبرع” في الإسلام هي “الصدقة”، والتي تترجم إلى “الصدقة التطوعية”. ويشمل مجموعة واسعة من الأعمال، بدءًا من تقديم الكلمة الطيبة أو تقديم المساعدة إلى التبرع بالمال أو الطعام أو الملابس. الصدقة هي تعبير جميل عن الرحمة وطريقة للوفاء بواجب الفرد تجاه من هم أقل حظًا. يمكنك قراءة تعريف الصدقة على ويكيبيديا.
الزكاة: عمود الإسلام وتنقية الثروة
الزكاة هي شكل إلزامي من أشكال الصدقة، واحدة من أركان الإسلام الخمسة. يُطلب من المسلمين الذين لديهم مستوى معين من الثروة التبرع بنسبة محددة من أصولهم سنويًا. الزكاة تنقي ثروة الفرد وتضمن تداولها داخل المجتمع ودعم الفقراء والمحتاجين وغيرهم من الأسباب المحددة. يمكنك الضغط هنا لحساب الزكاة.
صدقة جارية: ترك إرث من العطاء
“الصدقة الجارية” تعني “الصدقة المستمرة” تشير إلى التبرعات التي تستمر في العطاء. ويشمل ذلك بناء الآبار أو المساجد أو المدارس أو رعاية تعليم الأيتام أو تمويل المشاريع المستدامة. تمتد فوائد هذه الأعمال إلى ما هو أبعد من التبرع الأولي، حيث تحصل على مكافآت مستمرة للمتبرع حتى بعد حياته.
الهدي القرآني والنبوي في العطاء
يؤكد القرآن على أهمية الصدقة في جميع آياته. وتوضح سورة البقرة (2: 261) بشكل جميل مكافآت العطاء، حيث تقارنه بالبذرة التي تتكاثر فتصبح حصادًا وافرًا. وبالمثل، تسلط سورة الحشر (59:9) الضوء على أهمية إعطاء الأولوية لاحتياجات الأشخاص الأقل حظًا.
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.” سورة البقرة (2:261).
“وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.” سورة الحشر (59:9).
وقد أكد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على أهمية العطاء في العديد من الأحاديث. من تذكيرنا بأن «ما نقصت صدقة من مال» (صحيح مسلم)، و«أفضل الصدقة في رمضان». (الترمذي) لتسليط الضوء على الأهمية الخاصة للعطاء خلال شهر رمضان، تقدم تعاليمه إرشادات واضحة للمسلمين حول كيفية تنمية روح السخاء.
وقال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «إن المؤمن في ظله يوم القيامة صدقته». (الترمذي)
العطاء بعد التبرعات: التشجيع والدعم
يمتد مفهوم العطاء في الإسلام إلى ما هو أبعد من التبرعات المالية. تؤكد سورة الماعون (107: 1-7) على أهمية تشجيع الآخرين على العطاء وعدم حجب الدعم عن المحتاجين. وبالمثل، فإن حديث أبي هريرة (صحيح البخاري) يجعل مساعدة الأرامل والفقراء من أعمال البر العظيمة.
“أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ.” الماعون (107: 1-7)
وكذلك في حديث أبي هريرة أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: “”الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالمجاهد في سبيل الله”” رجل يصوم النهار ويقوم الليل.” (صحيح البخاري)
خاتمة
إن العطاء في الإسلام هو أكثر من مجرد أداء واجب ديني؛ إنها وسيلة للتواصل مع الله، وتقوية المجتمعات، وترك أثر إيجابي دائم في العالم. ومن خلال دمج الزكاة والصدقة والصدقة الجارية في حياتهم، يمكن للمسلمين تنمية روح الكرم التي تعود بالنفع على الجميع.