دین

الأنفال هي ما يستحقه الإمام من الأموال على جهة الخصوص كما كان للنبيصلی الله عليه وآله وسلم، وهي خمسة: الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعا، والأرضون الموات سواء ملكت ثم باد أهلها أو لم يجر عليها ملك كالمفاوز، وسيف البحار، ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام، وإذا فُتحت دار الحرب، فما كان لسلطانهم من قطائع وصفايا، فهي للإمام إذا لم تكن مغصوبة من مسلم أو معاهد، وكذا له أن يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية، وغير ذلك ما لم يجحف، وما يغنمه المقاتلون بغير إذنه، فهو لهعليه السلام.

تعريف الأنفال

  • لغة: هي جمع نفل، ونفل يقال بسكون الفاء وفتحها، وهو الزيادة.
  • اصطلاحا: وهي ما يستحقه الإمام من الأموال على جهة الخصوص كما كان للنبيصلی الله عليه وآله وسلم، وهي خمسة: الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعا، والأرضون الموات سواء ملكت، ثم باد أهلها أو لم يجر عليها ملك كالمفاوز، وسيف البحار ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام، وإذا فتحت دار الحرب فما كان لسلطانهم من قطائع، وصفايا، فهي للإمام إذا لم تكن مغصوبة من مسلم أو معاهد، وكذا له أن يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية، وغير ذلك ما لم يجحف، وما يغنمه المقاتلون بغير إذنه، فهو لهعليه السلام.

أدلة مشروعية الأنفال

  • القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَأَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللّٰهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

سبب نزول آية الأنفال: نزلت بسبب اختلاف المسلمين في غنائم بدر، وأنّها كيف تُقسّم؟ ومن يُقسمها: المهاجرون أو الأنصار؟ فبيّن حكمها وأنّ أمر ذلك إلى اللّه والرسولصلی الله عليه وآله وسلم، وقيل: المراد بها أنفال السرايا المجعولة لهم كقولهصلی الله عليه وآله وسلم: من فعل كذا وكذا فله كذا، وقد وقع منهصلی الله عليه وآله وسلم ذلك في يوم بدر، فتسارع الشبّان وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلمّا انقضت الحرب طلب الشبّان بما كان قد نفلهم النبيّصلی الله عليه وآله وسلم، فقال الشيوخ: كنّا ردءا لكم لو وقعت عليكم الهزيمة لرجعتم إلينا، فتشاجروا في ذلك فنزلت.

  • السنة الشريفة

لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة التي ذكرت الأنفال، وأحكامها، ومنها:

  1. عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِعليه السلام قَالَ: الْأَنْفَالُ مَا لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِ‍خَيْلٍ وَلٰا رِكٰابٍ أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا أَوْ قَوْمٌ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ، وَكُلُّ أَرْضٍ خَرِبَةٍ، وَبُطُونُ الْأَوْدِيَةِ، فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِصلی الله عليه وآله وسلم، وَهُوَ لِلْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ.
  2. عن أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِعليه السلام فِي الرَّجُلِ يَمُوتُ، وَلَا وَارِثَ‌ لَهُ وَلَا مَوْلًى لَهُ، فَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ.
  3. عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِو عَبْدِ اللَّهِعليه السلام: نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَنَا لَنَا الْأَنْفَالُ، وَلَنَا صَفْوُ الْأَمْوَالِ، وَنَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَنَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.

الاختلاف في تفسير الأنفال

قال المقداد السيوري: اختلف في الأنفال ما هي، فقال ابن عبّاس وجماعة: إنّها غنيمة بدر، وقال قوم: هي أنفال السرايا، وقيل: هي ما شذّ من المشركين من عبد وجارية من غير قتال، وقال قوم: هي الخمس، والصحيح ما قاله الإمامان الباقر والصادقعليهما السلام: أنّها ما أخذ من دار الحرب من غير قتال كالّذي انجلى عنها أهلها، وهو المسمّى فيئا، وميراث من لا وارث له، وقطائع الملوك إذا لم تكن مغصوبة، والآجام، وبطون الأودية، والموات فإنّها للّه ولرسوله وبعده لمن قام مقامه يصرفه حيث يشاء من مصالحه، ومصالح عياله، وقال الصادقعليه السلام: «إنّ غنائم بدر كانت للنبيّصلی الله عليه وآله وسلم خاصّة فقسّمها بينهم تفضّلا منهصلی الله عليه وآله وسلم» وهو مذهب أصحابنا الإماميّة، ويؤيّده أنّ الأنفال جمع نفل، وهو الزيادة على شي‌ء سمّي به لكونه زائدا على الغنيمة كما سمّيت النافلة نافلة لزيادتها على الفرض وسمّي ولد الولد نافلة لزيادته على الأولاد، وقيل سُمّيت الغنيمة نفلا لأنّ هذه الأمّة فضّلت بها على سائر الأمم.

دین

الصدقة عنوان يطلق على الأموال التي تُنفق في سبيل الله تعالى، وكما أن في الدين الإسلامي لا يجوز اكتساب المال من أي طريق كان غير الحلال، وأيضاً لا يصح إنفاق الأموال في غير طريقها الصحيح، وواحد من طرق الإنفاق التي عيّنها الإسلام هو التصدق بالأموال في سبيل الله تعالى، وتنقسم الصدقة ــ بناء على ما لدينا من آيات قرآنية ــ إلى صدقة واجبة ومستحبة، وقد بُيّنت مصارفها وشروطها. وليست الصدقة توجب نقص أموال الإنسان بل هي سبب في نزول البركة على أمواله بل الزيادة فيها.

معناها

الصدقة: هو ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة إلى الله، مثل الزكاة؛ لكن الصدقة في الأصل تقال للصدقة المستحبة، والزكاة للواجب.

أهميتها

ورد في الآية 104 من سورة التوبة أن الصدقة التي يدفعها المتصدق تقع بيد الله تعالى، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾،

فهم (الفقراء) يأخذونها بالنيابة عن الله تعالى، فيدهم القابضة للصدقة هي يد الله تعالى، وهذا التعبير واحد من أفضل وألطف التعابير التي تجسّد عظمة الحكم الإسلامي، بالإضافة التشجيع الوارد للعمل بهذه المسألة أو الفريضة الإلهية المتجسدة في الصدقة المستحبة والواجبة وهي الزكاة، وإن الشارع قد نبّه على لزوم مراعاة الآداب والاحترام للطرف المتسلّم لها؛ لأنها في الواقع تقع بيد الله تعالى.

وقد جاء في الرواية عن أمير المؤمنينعليه السلام أنّ رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم قال له: «أما علمت أنّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى تفك بها عن لحيي سبعين شيطانا، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب (تبارك وتعالى)».

وعن الإمام الصادقعليه السلام قال: «وليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب (تبارك وتعالى) قبل أن تقع في يد العبد».

أقسامها

تنقسم الصدقات إلى قسمين:

  • الواجبة: وهي تشمل أفراداً خاصّين وقسماً خاص من الأموال في أوقات وظروف خاصة، وهي الزكاة، والخمس، وزكاة الفطرة.
  • المستحبة: ولا مقدار محدد لها، ويمكن للإنسان أن يعطي أي مقدار يشاء من أمواله للفقراء والمحتاجين.

شروطها

يظهر من الآيات القرآنية والروايات الشريفة أن للصدقة شروطاً، ومنها:

  • أن تكونم من المال الحلال الطيّب.
  • الأفضل أن تكون في السر.
  • أن لا يتبعها الأذى والمنّة.
  • أن تكون الصدقة خالصة لله تعالى.
  • أن تكون الصدقة مما يحبّه الدافع لها.
  • أن لا يتصور المنفق أنه مالك هذه الصدقة الحقيقي، وإنما هو واسطة في ذلك.

مصارفها

جاء في الآيات القرآنية أن المستحقين للصدقات ثمانية أفراد، وهم:

  1. الفقراء
  2. المساكين
  3. العملون عليها، وهم الذين يجمعون الزكاة وهي بمنزلة الأجرة لهم على ما يقومون به.
  4. المؤلفة قلوبهم، وهم الذين يُعطى مال الصدقة الواجبة إليهم من باب استجلاب وتألُّف قلوبهم نحو الدين الإسلامي وتحبيبهم فيه.
  5. وفي الرقاب، يقصد به اعطاء المال من أجل تحرير العبيد من العبودية.
  6. الغارمين، وهم المديونين ممن لا يتمكنون من أداء دينهم.
  7. في سبيل الله، أي صرفها لوجه الله تعالى وفي كل ما يمكن ان يكون فيه تقوية للإسلام.
  8. ابن السبيل، وهو المسافر المنقطه العادم من المال والزاد بما يكفيه.

كيفية ادائها

لقد ورد في القرآن الكريم تقسيم الصدقة إلى الصدقة المقبولة والغير مقبولة، وهي عبارة عن:

  • الصدقة الغير مقبولة:
  1. إعطاء الصدقة من أجل الرياء.
  2. إعطاء الصدقة مع المن والأذى.
  • الصدقة المقبولة:
  1. إظهار الصدقة: فإن فيه دعوة عملية إلى المعروف، وتشويقا للناس إلى البذل والانفاق، وتطييبا لنفوس الفقراء والمساكين حيث يشاهدون أن في المجتمع رجالا رحماء بحالهم، وأموالا موضوعة لرفع حوائجهم.
  2. صدقة السر: إخفائها الصدقة يُبعد الإنسان عن الرياء والمن والاذى، وكذلك فيه حفظ لنفوس المحتاجين عن الخزي والمذلة، وصون لماء وجوههم عن الابتذال، وصدقة السر أخلص طهارة، ولما كان بناء الدين على الإخلاص وكان العمل كلما قرب من الإخلاص كان أقرب من الفضيلة رجح سبحانه جانب صدقة السر فقال: وان تخفوها وتعطوها الفقراء فهو خير لكم.

يمكنك دفع صدقتك بشكل مجهول من هنا.

مصاديقها

آثارها وبركاتها

يوجد الكثير من الروايات ذكرت فوائد وبركة إعطاء الصدقة، ومن هذه الفوائد والآثار:

  • تدفع البلاء: عن رسول الله (ص): «الصدقة تمنع سبعين نوعًا من أنواع البلاء».
  • تدفع القضاء: عن رسول الله (ص): «الصدقة …تدفع القضاء وقد أُبرم إبرامًا».
  • تزيد العمر: عن رسول الله (ص): «تصدّقوا, وداووا مرضاكم بالصدقة, فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض, وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم».
  • تدفع ميتة السوء: عن الإمام الباقر (ع): «البرّ والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان سبعين ميتة سوء».
  • تجلب الرزق: عن أمير المؤمنين (ع): «إذا أملقتم، فتاجروا الله بالصدقة».
  • تبرِّد القبر: عن رسول الله (ص): «إنّ الصدقة لتطفىء عن أهلها حرّ القبور».
  • تُظلُّ المتصدّق يوم القيامة: عن الإمام الصادق (ع): «أرض القيامة نار ما خلا ظلِّ المؤمن, فإنَّ صدقته تظلّه».
دین

رد المظالم، هي ارجاع الأموال وأداء الديون التي في ذمة الأشخاص للآخرين، وتعتبر من شرائط قبول التوبة، ورد المظالم من الواجبات بناءً على رأي فقهاء الشيعة.

لا يجوز التصدق على المحتاجين في أموال مجهولة المالك إلا بإذن الحاكم الشرعي، وقد بحثوه في كتب الفقه، مثل: باب الخمس، والأمر بالمعروف، وأحكام الميت، والوصية، والغصب.

التعاريف المختلفة

يقصد برد المظالم، هو إرجاع وأداء الأموال والديون، ولكن أختلفت تعاريف العلماء حول ماهية الأموال والديون التي يتم أرجاعها، وهي عبارة عن:

ذكر الشيخ أسد الله التستري، من علماء القرن 13 الهجري: المظالم جمع مظلمة، وهو المأخوذ ظلماً بغير حقّ، فردّها عبارة عن ارجاعها، وقد تطلق على سائر الأموال والحقوق الباقية في ماله أو في ذمته للنّاس، مثل الأموال التي يتم الحصول عليها عن طريق الغصب أو السرقة. ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي المظالم هي عبارة عن الأموال التي حصل عليها الإنسان عن طريق الحرام ولا يعرف صاحبها.

وقال محمد علي الكرمانشاهي ابن الوحيد البهبهاني، المظالم هي عبارة عن الأموال والحقوق التي اختلطت مع أموال الشخص، ولكنه لا يعرف مقدارها ولا مالكها. ولقد عرفها السيد علي السيستاني بأنها الأموال والقروض التي أخذها الشخص أو أتلفها ظلماً، ولم يرجعها الى صاحبها، سواء كان يعرفه أم لا يعرفه.

وعرفها لطف الله الصافي الكلبايكاني، هي الأموال التي يُعرف مقدارها، ولكن لا يعرف صاحبها.

مكانتها في الحديث والفقه

ورد في الروايات الشيعية، أن رد المظالم من شرائط قبول التوبة، وتركها من الذنوب التي تسبب نزول البلاء. ورد رد المظالم في المصادر الحديثية في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الكتب الفقهية ورد في باب أحكام الطهارة (أحكام الميت)، والخمس، والغصب، والوصية، والأمر بالمعروف.

حكمها الشرعي

يرى فقهاء الشيعة أنَّ رد الظالم من الواجبات كوجوب الخمس والزكاة. اعتبرها البعض كالشيخ محمد إسحاق الفياض من الواجبات الفورية، وذهب البعض الآخر كالإمام الخميني، حيث قال: إذا رأى الشخص علامات موته، فيجب عليه رد المظالم على الفور.

طريقة رد المظالم

حسب فتوى مراجع التقليد، إذا كنا الشخص مدين بمال للآخرين، سواء كان المال مجهول المالك أو صاحبه غير معروف، تصدق على المحتاجين بذلك المقدار عن صاحبه، بإذن الحاكم الشرعي أو دفعه إليه. وقد أفتى البعض ومنهم لطف الله الصافي الكلبايكاني أنه تعطى رد المظالم لغير السادة فقط.

اختلف الفقهاء في الحكم على المال في حال معرفة صاحبه بعد التصدق به. ذهب الإمام الخميني إلى القول بإرجاع المال إلى صاحبة على الاحوط وجوباً، وذهب البعض الآخر ومنهم السيد الخوئي، أنه لا يجب عليه أعطائه أي شيء.

بحسب فتوى مراجع التقليد، يجب المصالحة مع مالك المال في حال عدم معرفة مقداره؛ من أجل التراضي فيما بينهما، وإذا لم يرضى مالك المال، فيجب أعطائه المقدار الذي يعلم به، أنه في ذمته، وعلى الاحوط استحباباً أن يعطيه أزيد من ذلك.

مؤلفات

ألف محمد علي كرمانشاهي كتاباً باللغة الفارسية تحت عنوان (مصرف رد مظالم).

دین

الكفارة، هي غرامة يجب أداؤها مقابل القيام ببعض الأعمال المحرمة أو ترك بعض الواجبات. من أهم الكفارات، هي: عتق العبد، إطعام الفقراء وإكسائهم، الصوم، الذبح. من الأعمال التي توجب الكفارة، هي: قتل الإنسان، إبطال صيام شهر رمضان تعمداً، نقض العهد والنذر والقَسم، القيام ببعض الأعمال المحرمة في الإحرام.

تختلف نوع الكفارة وطريقة القيام بها بحسب العمل المرتكب، حيث تعيّنت كفارة واحدة لبعض الأعمال، كما تم تعيين أكثر من كفارة للبعض الآخر من الأعمال والمكلّف مخيّر في أداء أيّ منها، كما تعيّنت لبعض الأعمال كفارات يجب أداؤها بحسب الترتيب والأولوية، وأيضاً عُيّنت لبعض الاعمال كفارة الجمع.

تعريفها

تسمى الغرامة المادية أو الجسدية التي يجب دفعها مقابل ارتكاب بعض الذنوب بالكفارة. كما أن الكفارة تؤدي غالباً إلى سقوط عقاب الآخرة أو تخفيفه. والكفارة مشتقّة من كلمة الكفر وتعني التغطية أو الكتمان.

يُصطلح على الكفارة التي بمعنى تغطية الذنوب أو كتمانها بحسب المحاورات العرفية بالفدية، وعلى سبيل المثال: يُشار إلى مُدّ الطعام (الذي هو 750 غراماً من القمح وما شابه) ويقال له كفارة الصوم، وهو في الواقع فدية الصوم التي هي بمعنى بدل الصوم، ففي حالة عدم الصيام لمرضٍ ونحو ذلك تُدفع الفدية.

أنواع الكفارات ومواردها

ورد في الكتب الفقهية أن الكفارات هي:

  • عتق العبد
  • إطعام ستين فقير
  • إطعام عشرة مساكين
  • إطعام ستة مساكين
  • كسوة عشرة فقراء
  • مُد من الطعام
  • صيام شهرين
  • صيام ثلاثة أيام
  • ذبح الأغنام
  • نحر الإبل
  • ذبح البقرة أو الشاة

الذنوب التي لها الكفارة

جاء في الكتب الفقهية أنه هناك ذنوبٌ لها كفارة، حيث تختلف الكفارة بحسب الأعمال التي توجبها، وطريقة أداءها أيضاً، فبعضها لها كفارة معينة ومحددة، وفي البعض الآخر هناك كفارات مخيّرة، كما أن للبعض منها أيضاً كفارات لابد من أن يلتزم بإتيانها المكلّف بحسب الأولوية، بمعنى إذا لم يتمكن المكلّف القيام بالأولى منها، فينتقل إلى الثانية وهكذا. كذلك هناك كفارات تم تعيين القيام بها جميعاً، وتسمى كفارة الجمع، ويمكن تقسيم الكفارات بحسب الترتيب التالي:

المرتّبة

وهي وجوب خصال الكفارة بالترتيب فإن عجز المكلف عن الإتيان بالخصلة الأولى ينتقل للثانية فإن عجز انتقل إلى الثالثة، وهي على أنواع:

  1. كفارة الظهار: إذا قال الرجل لزوجته: أنت عليّ كظهر أمي أمام عدلين، وكانت في طهر لم يواقعها فيه، بحيث تجتمع جميع شروط الطلاق، فإنّها تحرم عليه، ولا تحل له، حتى يكفّر، والكفارة هي عتق رقبة. فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين. فان لم يقدر فإطعام ستين مسكيناً.
  2. كفارة قتل الخطأ: من قتل مسلماً بطريق الخطأ دون العمد فعليه أن يدفع الدية إلى أهله، وأن يكفّر بعتق رقبة مؤمنة، فإن عجز صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً، كما هو الحكم في كفارة الظهار.
  3. كفارة من أفطر يوماً من قضاء شهر رمضان بعد الزوال: فمن نوى الصيام قضاء لما فاته في شهر رمضان، ثم أفطر قبل الزوال فلا شي‌ء عليه إلا الإعادة، وإن أفطر بعد الزوال فعليه كفارة إطعام عشرة مساكين، فإن عجز صام ثلاثة أيام متتالية.

المخيّرة

وهي ما يتخيّر فيها المكلف بين خصال الكفارة، فإذا أدى أي منها أجزاه، وأنواعها هي:

  1. كفارة من أفطر في شهر رمضان بأحد الأسباب الموجبة لها: يجب على من أفطر في شهر رمضان بأحد المفطرات القضاء والتكفير مخيراً بين صيام شهرين متتابعين أو عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكيناً.
  2. كفارة حنث النذر: إذا انعقد النذر صحيحاً، ثم خالفه الناذر وجبت عليه الكفارة، أما إذا لم ينعقد النذر من الأساس كما لو نذر أن يفعل ما يحسن تركه، أو يترك ما يحسن فعله فلا ينعقد النذر، وبالتالي فلا تجب الكفارة، واختلف الفقهاء في نوع كفارة النذر تبعاً لاختلاف الروايات، فذهب جماعة إلى أنّها كفارة يمين، وهي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن عجز فصيام ثلاثة أيام متوالية، وذهب المشهور إلى أنّها كفارة الإفطار في شهر رمضان.
  3. كفارة حنث العهد: ذهب المشهور إلى أن كفارة العهد عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً.
  4. كفارة جز المرأة شعرها في المصاب: اتفق الفقهاء على أنّه يحرم على المرأة أن تجز شعرها في المصاب، واختلفوا في وجوب الكفارة عليها، فذهب جماعة من الفقهاء إلى أنّها تكفّر بعتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً.

وذهب آخرون إلى عدم وجوب الكفارة عليها، كما قال السيد محمد باقر الصدر: وقد تتعرض المرأة لمصيبة فتجز شعرها أو تخدش وجهها ونحو ذلك‌، ولا كفارة عليها في هذا وإنما عليها أن تتوب وتعود إلى رشدها وتتحلى بالصبر والاستسلام لأمر اللّه تعالى.

المجتمع فيها الترتيب والتخيير

وهي ما يتخيّر فيها المكلف بين خصال الكفارة الثلاث فإن عجز عنها صام ثلاثة أيام، وأنواعها هي:

  1. كفارة حنث اليمين: أجمع الفقهاء على أن الحانث يُخيّر بين عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن عجز صام ثلاثة أيام.
  2. كفارة نتف المرأة‌ شعرها وخدش وجهها في المصاب: النتف غير الجز والقص، ولذا اختلف الفقهاء في وجوب الكفارة على الجز، ولم ينقل أحد منهم الخلاف في وجوب الكفارة على النتف، وهي عندهم كفارة يمين، أي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، ومع العجز صوم ثلاثة أيام.
  3. کفارة شق الرجل ثوبه في موت ولده أو زوجته: قالوا: إذا شق الرجل ثوبه في موت امرأته، أو ولده فعليه كفارة يمين، ولا شي‌ء عليه إذا شقّه على غيرهما من أقاربه.

كفارة الجمع

وهي ما يجب فيها على المكلف الجمع والإتيان بجميع خصال الكفارة، ومن أنواعها:

  1. كفارة قتل المؤمن عمداً وظلماً: من قتل مسلماً متعمداً فعليه أن يجمع بين عتق رقبة مؤمنة، وصيام شهرين متتابعين، وإطعام ستين مسكيناً.
  2. كفارة الإفطار في شهر رمضان بالمحرم: من أفطر في شهر رمضان على محرم، كمن شرب الخمر، أو زنا، أو لاط، أو أكل أو شرب من أموال الناس ظلماً وعدواناً، فعليه أن يُكفّر بالجمع بين الخصال الثلاث، أي يصوم شهرين متتابعين، ويعتق رقبة، ويطعم ستين مسكيناً.

يمكنك إجراء دفع الكفارة باستخدام العملات المشفرة المختلفة هنا.

أحكامها

  • تجب الكفارة عن إطعام أو كسوة المسكين المسلم الفقير.
  • يشترط في الكفارة قصد القربة عن الواجبات التعبدية.
  • إذا كان العتق في بعض الكفارات غير ممكناً، فإنه يسقط في كفارة الجمع أيضاً.
  • يقال في الموارد التي عُيّن الصوم فيها ككفارة، يجب الإتيان به متتابعاً، كذلك فيما لو كان الصيام لشهرين، فيجب أن يكون فيها مدة واحد وثلاثين يوماً متتالية.
  • إذا اختلف سبب كفارة محرمات الإحرام، فيجب الإتيان لكل واحدةٍ منها بكفارة مستقلة.
دین

السهمين يقصد به تقسيم الخمس إلى قسمين سهم الإمام وسهم السادة.[١] السهم في اللغة بمعنى النصيب والحظ.[٢] يعتقد فقهاء الشيعة أنَّ الخمس يقسم إلى قسمين سهم الإمام وسهم والسادة:[٣]

  • يُعطى سهم السادة إلى المجتهد الجامع للشرائط أو يُعطى بإذنه إلى السيد المسكين أو السيد اليتيم أو السيد ابن السبيل.
  • يتم تسليم سهم الإمام إلى المجتهد الجامع للشرائط في زمن غيبة الإمام المعصوم، أو يصرف إلى المستحقين بإذنه.[٤]

ذهب مشهور فقهاء الشيعة، ومنهم: الشيخ الطوسي في المبسوط،[٥] والشهيد الأول في اللمعة الدمشقية،[٦] والشهيد الثاني في شرح اللمعة،[٧] إلى تقسيم الخمس على ستة أسهم، مستندين في ذلك على آية الخمس؛[٨] وترجع الأسهم الستة في حقيقتها إلى سهمين، فسهم الله، والرسول، وذي القربى للإمام، وسهم اليتامى، والمساكين، وابن السبيل من أقارب الرسول صلی الله عليه وآله وسلم، وهو سهم السادة.[٩]

توجد مجموعة من الروايات ذُكر فيها علة تقسيم الخمس إلى قسمين،[١٠] حيث جاء في رواية عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وضح فيها الخمس، فذكر سهم أولي الأمر (الإمام)، وسهم اليتامى، والمساكين، وابن السبيل من أقارب الرسول صلی الله عليه وآله وسلم.[١١]

دین